انطلاقة حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1956
في عام 1956 بدء الانشقاق في جماعة الإخوان المسلمين وجئهم رد من المركز العام بالقاهرة يقول لهم ...لا تحاولوا كشف أنفسكم فهذا المرحلة ليست مرحلتنا ,وتجاوبوا بالكلام ,ولا تتجاوبوا بالأفعال حتى لا يصيبكم الضرر ..انء الحرب الحالية هي حرب عبد الناصر وليست حربنا ,,ولم يستطع البعثيون والقوميون العرب بالاتصال بأحد ..فاثروا الحذر بعدم القيام بأي نشاط فعال ..
وكانت النتيجة هي إخواننا في المجموعة الصغيرة من الشباب المنشق هم وحدهم
كان هذا لوضع عام 1956,
الذين قاموا ببعض العمليات المنظمة في قطاع غزة ,,
بلاضافة إلي العمليات الفردية التي قام بها بعض الإفراد دون تشاور احد .
هكذا أصبح هؤلاء الشباب الذين قاوموا في قطاع غزة هم والذين ساندوهم ودعموهم من صفوف الطلبة الموجودين بالقاهرة, هم النواة الأولي لما أصبح يعرف فيما بعد بحركة فتح ,,ذلك إن الفكرة بدأت تنضج لدي الشباب بأنه لابد
من وجود تنظيم قيادي فلسطيني غير حزبي ولا يتبع إيه جهة ,يجمع الفلسطنين ويقوده في معركة تحرير الوطن .لا بد من تكوين حركة منظمة يكون اعتمادها عل الشعب .سواء في عملية التمويل أو ا لمد الفكري .وان تكون هذه الحركة ليست ذات طابع حزبي .. وليست ذات طابع موال لأية دولة عربية ,,وليست ذات طابع عدواني مع إيه دولة عربية ,,حركة يكون ارتباطها مع الشارع الفلسطيني "متجذر"واحترامها للديانة والمتدينين , أساسها التكافل الاجتماعي والوحدة الوطنية ,أساسها التعامل مع الدول العربية ,بقدر ما تقدمه الدول العربية من ايجابيات للقضية الفلسطينية ..سواء في المحافل الدولية أو في محافلها الداخلية ,,
ولقد مرت حركة فتح حتى ألان بالمراحل التالية :
المرحلة الأولي :
في هذه المرحلة لم تكن الحركة قد اتخذت اسم "فتح" بعد , وكانت هذه المرحلة الانبعاث والإعداد لمبدأ وفكرة التحرك والثورة ,واستمرت هذه المرحلة ما بين 1956_وحتى عام 1958.
تم من خلال هذه الفترة تكوين بعض الخلايا السرية في صفوف الطلبة في القاهرة وفي قطاع غزة وكذلك في عدد من الدول العربية ,وفي عام 1958 بدأت الفكرة تتبلور وتم صياغة البرنامج السياسي الأول ,من خلال زيارة قام بها الأخ عبد الفتاح حمود إلي الكويت ,(وكان الطلاب في ذلك الوقت قد تخرجوا من كليه الهندسة بالقاهرة وأصبحنا نعمل في وزارة البترول بالسعودية وكان مقرنا في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية )..
كان البرنامج السياسي الذي اتفقوا عليه .وهم بعد طلاب في القاهرة ,هو الأساس الذي تم عليه إجراء التعديلات ,وهذه كانت المناسبة .كم ذكرت سابقا _والتي فيما عرضنا الأمر علي, الأخ, ياسر عرفات, ولأخ, خليل الوزير _وكان يعملان بالكويت _للانضمام إلي حركتنا ,فقد سبق لياسر عرفات _عندما كما ندرس في القاهرة _إن رفض حضور الاجتماع التمهيدي الأول الذي عقدنها عام 1956 في شقتهم بالدقي .
ذهب عبد الفتاح حمود إلي الكويت عن طريق المنطقة المحايدة _التي تقع بين الكويت والسعودية ,حيث كان مبعوثا في حملة تفتيشية في هذه المنطقة,من قبل وزارة البترول في السعودية ..واخذ عبد الفتاح معه مشروع المبادئ المكتوبة .وذهب ليلتقي بياسر عرفات ويجتمع مع خليل الوزير وعادل عبد الكريم .وعرض عليهم ما لديه فاخبره أنهم كانوا الآخرون يفكرون في نفس الاتجاه ,ومن ثم قاموا سويا بإجراء بعض التعديلات علي المشروع المكتوب .
وعادة عبد الفتاح إلي السعودية بالمسودة الجديدة ,,مكتوبة بالحبر الأحمر .فقمنا بطباعتها ووزعنها علي الأعضاء .فاصيحت بذلك هي المنشور الأول لحركة فتح ,وكانت تضم المبادئ والأهداف الرئيسية ,بشكل موجز .وأرسلنها مطبوعة إلي الكويت ..حيث لم تكن إمكانية الطباعة السرية متوفرة لديهم في ذلك الوقت ..
المرحلة الثانية :
وكان اللقاء بين مجموعة السعودية ومجموعة الكويت ,ثم بعد ذلك مجموعة قطر _هو بداية المرحلة الثانية لحركة فتح ,التي استمرت حتى عام 1964,
وتشمل هذه المرحلة المعاناة والنضال في سبيل تكوين قاعدة جيدة من الأعضاء والمنتمين للحركة ,في كافة التجمعات الفلسطينية ,وبالفعل ,ما إن حل عام 1964 ,حتى كانت حركة فتح قد ا صبحت ذات وجود فعلي في الصف الفلسطيني ,في مصر وغزة والأردن وسوريا ولبنان والخليج ,
وبدا الإحساس في وجودها من قبل الأحزاب والتنظيمات الاخري ..وكذلك من قبل مخابرات بعض البلدان العربية .
وعندما أدركت الحكومات العربية إن الشعب الفلسطيني ,بداء يفرز قيادته الخاصة ومحولة منها في عدم السماح لقيادة فلسطينية مستقلة بالظهور علي الساحة .فقد أسرعت جامعة الدول العربية _في شباط (فبراير)1964 في اجتماع القمة .وأعلنت إنشاء,,
منظمة التحرير الفلسطينية ..
المرحلة الثالثة :
كان إعلان الدول العربية إنشاء.منظمة التحرير حافزا لنا في التعجيل بالانتقال إلي المرحلة الثالثة من عملنا . وهي مرحلة العمليات العسكرية ,,
كانت الحركة في البداية قد تبنت فكرة التنظيم أولا,ثم العمل العسكري وبعد ذلك ,حيث لابد من وجود تنظيم كتابي سياسي يتولي الإعمال الثورية ,ولكن ما حدث جعلنا ننتقل إلي مرحلة ,, التنظيم من خلال الثورة .
فقرر تنظيم قطر وتنظيم السعودية ,الإسراع بالقيام بعمل عسكري,وتم إرسال هذا القرار إلي تنظيم الكويت الذي ,يدوره ,وافق عليه ,وكانت نتيجة هذا القرار هو أول عملية فدائية .التي تمت وأعلن عنها في الفاتح من كانون ثاني (يناير) 1956
كانت سنوات 65,66 هي سنوات التنظيم الفعال والجيد ,والعنفوان الكامل للإعمال الثورية والتنظيمية ..وكذلك التنشيط علي الساحة الفلسطينية من كافة الجوانب ,
المرحلة الرابعة :
وجاءت حرب 1967 فأحدثت انقلابا رهيبا علي الساحة الفلسطينية ,ففي ذلك السنة,بدأت الإعداد الهائلة من الشباب تنضم إلي صفوف الثورة والي العمل العسكري والتنظيمي .كما بدت التبرعات المالية تأتينا من خرج صفوف التنظيم ,وكانت الحركة تعتمد قبل ذلك علي الكلية ,علي مساهمات الأعضاء أنفسهم ,وجاءتنا المساعدات كذلك من الدول العربية وغير العربية ,وأصبح لنا فروع متفرقة من العالم .
ولا أريد التوسع في ذكر من هم القادة ومن هم غير لقادة ,لا أريد إن أسهب في التفصيل لأقول من الأعضاء المؤسسين جاء أولا ومن الذي جاء بعده ,فهذه الأمور لم يعد لها أهمية لان بالنسبة لما يحدث ,,غير إن من باب الإنصاف للشهداء ,الذين لم يعودوا بيننا ,أجد انه من الضروري ذكر أسماء أولئك الإبطال الزين أساس هذه الحركة الرهيبة الرواد الأوائل الذين أعطوه حياتهم لكي يرتفع بنيان الثورة ,هم والذين شقوا الطريق الثوري بدمائهم .
الأخ الشهيد :عبد الفتاح حمود .
الأخ الشهيد :كمال عدوان.
الأخ الشهيد :أبو علي إياد.
الأخ الشهيد:محمد يوسف النجار.
الأخ الشهيد:خليل الوزير.
الأخ الشهيد:صلاح خلف.
واعتقد انه فيما كتب عن هؤلاء الشهداء ما يكفي لما يريد إن يعلم ويعتبر ,دون التقيد بالدقة والصحة تماما بالنسبة إن العمل وانتساب الرجال وتسلسل الأسماء والإحداث .فا المهم العبرة وليس الشهرة ,المهم الوطن وليس الفرد .
المرحلة الخامسة :
إما المرحلة الخامسة التي مرت بها الحركة فهي مرحلة ما بعد الخروج من الأردن ,فمنذ ذلك التاريخ وحتى الآن ,تحولت الثورة من ثورة إلي تنظيم والشعب إلي ثورة القيادة وإتباعها .وفيما كان الشعب الفلسطيني بكامله في الداخل والخارج ينظر إلي الثورة _المتمثلة بحركة فتح _علي أنها هي رأسه وذراعه وضميره ,أصبح ينظر إليها بعد ذلك وبعد إن صارت جزءا من "منظمة التحرير الفلسطينية "وكأنها قد أصبحت ذرع غيره وعقل غيره ..وربما صارت حزبا حاكما أو صاحبة سطوة فلابد من التعامل معها بخوف ونفاق .وعلي كل حال فهي لم تعد الحركة صاحبة سطوة للأبد من التعامل معها أو سماع عنها .هي صحيح تمثله في المحافل العربية ولدولية .ولكنها لم تعد تمثل ضميره ولا تعبر عما في خياله من أمال ومعاني للنضال والتحرير.
ويصبح ألان من الأهمية بمكان إن نتعرف علي الظروف التي فيها انبثقت الحركة لندرك إن الزمن في وقتنا هذا أصبح افصل إلف مرة من ذلك الزمن .لأنه تنبثق فيه لان حركة جديدة ترتفع رأس لشعب الفلسطيني مرة ثانية .. وتخرجه من مهاوي الحلول السلمية وتسير بيه في طريق ا لمستقبل الطويل .
فالحقوق الوطنية لإتباع ولا تشتري ولا يتم التنازل عنها .فهيا غير قابلة للتصرف ومبادي حركة فتح الحقيقية _وميثاق العمل لوطني الحقيقي ,تجمع ولأتفرق ,,تناضل ولا تفرط ,ولتقوم علي أسس من الاستغلال الفكري أو العقائدي .بل تقوم علي قاعدة الشعب الواحد والوطن الواحد والواجب الواحد ,فلا ينقسم الشعب في سبيل عقيدة سياسية كما لا تنازل عن الوطن في سبيل "ورطة ذاتية "
وهذه هي المبادئ هي القاعدة الأساسية التي يجب إن تحكم مسيرة الشعب عبر الأجيال والي ألاف السينين .وكل جيل .مهما كانت الظروف المحيطة به_كفيل بان يخط لنفسه طريق النضال المستمر في العطاء ,ول يحق لجيلنا ,,ولا لأي جيل قادم _ إن يعترف أو يتنازل أو يقرر التفريط ..